نساء السودان يعشن رمضان بتفاصيل مختلفة

نساء السود
ايحاء صديق

تحريــر : ايحاء صديق

لطالما كان شهر رمضان له قدسيته الدينية والاجتماعية  لدى السودانيين، ف لا يمرُّ مرور الكرام بل يتمَّ التجهيز له قبل شهرين أو أكثر من قدومه، من تزريع وعواسة الآبري وتجهيز الويكه والشرموط وطحن الدقيق وغيرها من الاحتياجات الأساسية. 

كانت (مهيرة) حاضرة في كافة الأرجاء لتتناول آراء السودانيين سواء مقيمين في مناطق الحرب أو نازحين أو لاجئين  لترصد تجهيزاتهم واستعدادهم لرمضان في ظل هذه الحرب.

عادات مختلفة 

رحبت الشابه مريم وهي لاجئة في (تشاد) عن (مبادرة مهيرة) في تفقد أحوال المرأة السودانية وبدأت حديثها بعدم شعورها ببهجة رمضان في تشاد، وأضافت بأن المائدة هناك لا تحتوي على ما تحتويه المائدة الرمضانية السودانية، فلا يوجد تعدد في العصائر بل يكتفون بنوع واحد ويميلون لتحضير العصائر الجافة المصنّعة، والبليلة، والعصيدة غير أساسية كما في السودان بل الأساسي عندهم الشوربة باللقيمات ولا يوجد تكلّف كثير في المائدة، وأيضاً قالت بأنّ السودانيين نقلوا إليهم ثقافة العصائر المتنوعة وبالأخصّ التبلدي نسبه لعدم استخدامهم له كعصير بل يكتفون بتقديمه كمكسرات فقط، أيضا في مائدتهم يوجد ما يسمى (الدشيشه) وهو عباره عن دخن يطحن ويحلّ بالماء الساخن،

أما من ناحية الأجواء ف يعانون من ارتفاع درجات الحرارة وأيضاً يعانون من غلاءِ مياه الشرب.

تجارب

التقينا ب(الحاجه أسماء) في القاهرة ف حدثتنا عن  كيفية استعدادها لرمضان وأبلغتنا بأنّ كافة المنتجات السودانية موجودة ولم تجد أي معاناة في الوصول إليها لكن الوضع الاقتصادي العام مؤثر على فئة كبيرة  من السودانيين ليصبحوا معسريين دون الوصول لكافة الاحتياجات، أما في حديثها عن تجربة الصيام في القاهرة فأكدت بأنها ليست المرة الأولى لها ولكنها هذه المرة مرغمة وما باليد حيلة ولا يوجد ما يطمئن بانفراج الوضع قريباً. 

أيضا أشارت إلى انبهارها بالزينة الرمضانية في شوارع القاهرة وزحمة الأسواق التي ذكرتها بزحمه سوق أم درمان والسوق العربي والشعبي. 

نزوح داخلي

أيضاً حدثتنا (الأستاذة بتول) وهي موجوده حالياً في دنقلا في منطقه شيخ شريف ف ابتدأت حديثها بأنّها لا تستسيغ لرمضان اي طعم وهي بعيده عن منزلها وان التجهيزات في المنطقه ليست بصوره التي تألفها  بل ان معظمهم مشغولين حاليا بموسم حش الفول...وتم تجهيز باقي الاحتياجات من بهارات وبلح وغير ذلك واردفت بانها بالرغم من ان رمضان هذه المره لم يجدهم تامين ولامين الا ان هذا لم يأثر كثيرا بل ان اهالي دنقلا كانو خير اخوة لهم... وكلنا امتنان على نعم الله علينا. 

بينما أدلت أ/مروة من نازحات الخرطوم في كوستي قائلة:(بالنسبة لي أنا مختلف جدا لأني نزحت إلى سنار وطاب بي المقام مع خالتي في منطقة السوكي وأول مرة في حياتي أشاهد عواسة أبري بدايه من الزريعة... أيضا تجهيزات البصل والصلصة التي تصنع من الطماطم في المنزل، لذلك تجربه تجهيزات رمضان لهذا العام بالنسبه لي هي تجربه في غايه الروعة، اما من ناحيه التجهيزات الروحانية ف( الحمدلله جاهزين ربنا يقدرنا).

هجرات عكسيّة..

في الوقت الذي يتشاور فيه اطراف الصراع ويرتبون فيه لهدنة في رمضان ام لا،  تقرر الكثير من الأسر الوجوع الى بيوتهم في مناطق الاشتباكات  برغم انعدام الأمان مبررين ذلك بالغلاء في اماكن النزوح ونفاذ صبرهم وضيق الوضع وارتفاع قيمة الايجارات التي أصبحوا لا يتحملون تكاليفها.

ويبقى لرمضان طعم واحساس مختلف عند الجميع رغم اختلاف الظروف والتفاصيل والعادات وسط دموع ودعوات الجميع وتمنياتهم بعودة المياه إلي مجاريها وصلاح الحال في السودان الحبيب.