تحريــر : ايحاء صديق
منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 ابريل مابين قوات الدعم السريع والجيش والسودانيين يعيشون أوضاعاً مأساويّةً مع صعوبةٍ بالغةٍ في الوصول إلى أقل الاحتياجات الأساسيّة.
أرقام مقلقة
لقد أدت الحرب إلى نزوح وتهجير ما يفوق ال 5 ملايين انسان ولجوء حوالي 1.8 سوداني وتدهور للنظام الصحي والاقتصادي والتعليمي وارتفاع أعداد الأطفال خارج نظام التعليم الى 19 مليون طفل. وأدت أيضاً إلى توقف أكثر من 80٪من المنشآت الصحيّة حسب الأرقام المعلنة من الجهات المختصة.
(مهيرة) كانت حاضرة في منطقة الخرطوم ومدني لرصد أوضاع المقيمين في مناطق النزاع والنازحين الفاريّن من جحيم الحرب وتقييم احتياجات النساء والفتيات.
معركة يومية
التقينا بالمتطوعه (س) التي أدلت بأنها تقطع يومياً مسافةً تقارب ال10 كيلو مترات عن طريق الشوارع الفرعيّة للحي الذي تقطن به لتتمكن من الوصول إلى المشفى الوحيد الذي يعمل في تلك المنطقة، لتعمل بدوام يقارب ال10 ساعات في اليوم بدون أدنى مقومات المستشفيات وبمواردٍ تكاد تكون معدومةً ومعوناتٍ تجد صعوبةً بالغةً للوصول للمشفى بسبب نقاط الارتكازات الكثيرة، وأحيانا يكون نصيبها (الشفشفه) بواسطه عساكر الارتكازات أو بواسطه المتفلتين.
تحكي الطبيبه المتطوعه (س) المآسي التي حلّت بالمنطقه منذ بدايه الحرب وكمية التكدس الكبيرة في أعداد المصابين في الأيام التي يكون فيها اشتباكات بين عناصر الدعم السريع والجيش، ليصل بهم الأمر في بعض الأيام لخياطه الجروح بدون تخدير وربطها بأيّ أقمشةٍ نسبةً لانعدام الشاش والمعقمات وكافةِ الموارد الأساسية.
إضافةً إلى انعدام الأمن والأمان؛ فقد أثّرت الحرب القائمة في السودان منذ منتصف إبريل على كافة جوانب الحياة ومجالاتها ووصلت لقطوعات دائمة للكهرباء والمياه وحتى شبكات الاتصالات في أجزاء كبيرة من الولايات التي يوجد بها اشتباكات..
بالإضافه إلى غلاء أسعار بعض المواد الغذائية وانخفاض أسعار الأخرى ليضطر بعض التجار لبيع موادهم برأس المال حتى لا ينتهي بها المطاف بالسرقة أو التلف.
مساعدات انسانية لا تصل
في ذات السياق تعاني المنظمات من عدم القدرة للوصول الى المناطق المتضررة بسبب عدم الحماية الكافية واحياناً يتمُّ سرقة المعونات وبيعها في الأسواق تحت مرأى الجميع بدون أي؟ نوع من المسائلات.
اعتداءات جسدية وجنسية
حدثتنا الحاجه (ع) عن معاناة النساء والفتيات تحديداً في منطقتهم..
مع انعدام الأمن والتفلتات يقع الضرر الأكبر على الفتيات لذلك تكاتف كافة سكان منطقتها الواقعة في قرى ولاية الجزيرة لاخراج الفتيات والنساء لأماكن آمنة، فزيادةً على الاعتداءات الجسديّة والجنسية يتلقى جزء كبير منهن تهديدات بالزواج القسري أو العمل في أماكن الاشتباكات لتولي أمور الطبخ والنظافه ويتم إرسال أخريات الى أسواق لبيعهم.
دور ايواء غير مجهزة
أيضا حدثتنا إحدى النازحات عن مآلات النزوح وما يعانوه من تكدس في المدارس التي حولت الى دور ايواء.. ففي حديثها تطرقت الى اضطرارهم للمكوث في المدرسة رغم وجود أقرباء لهم في المنطقة ويعود ذلك إلى كميه المشكلات الاجتماعية والضغط المعيشي على سكان المنازل التي ينزلون بها مع تطاول أمد الحرب والنزوح فتقول بأن التواجد في المدارس يوفر لهم القليل من المؤن التي تأتي عبر المنظمات.
احتياجات شخصية
أيضاً أضافت بعض الشابات عن صعوبةِ الوصول للفوط الصحيّة وصعوبة الوصول المتكرر لدورات المياه أثناء فتره الدوره الشهريه نسبه لوجود عدد كبير من القاطنين مقارنة بعدد الحمامات.
فيما أشارت أحدي الشابات المتطوعات في دور الإيواء إلى قلة المعونات التي تأتيهم والتي تتسبب في بعض الأحيان في اندفاعات ومشاكل بين النازحين تتطور إلى اشتباكات بالأسلحة البيضاء مما يفاقم الأمر سوءاً.. كذلك أضافت إلى افتقار الدور إلى أدوات السلامة من اسعافات أوليّة واحتياطات للحوامل...
وأصدرت منظمة الصحة مؤخراً تقريرا بوصول النظام الصحي في السودان إلى نقطه الإنهيار ما يزيد الوضع سوءاً خصوصاً مع زيادة رقعة الاشتباكات.
ختاماً فإنه يبدو جلياً أن حرب السودان قد وضعت النساء في وضع غير أنساني بالمرة فهن يخضن معارك يومية من أجل البقاء والاستمرارية.