تحريــر : د/رؤى الطريفي
وحدهم سائقو السيارات يعلمون معنى أن تقود مركبتك في جو يسوده الضباب، من الخطورة بمكان أن تقود في جو تصعب الرؤية فيه..
هكذا أيضاً حياتنا، أخطر لحظاتها الضبابية منها، حين تتشوش الرؤية و تصعب التكهنات بما سيحدث في اللحظة القادمة، من أكثر اللحظات إرهاقاً على النفس تلك التي تقف فيها مكتوف اليدين مشلول العقل مشوش التفكير، تطالع اليوم فلا تراه، تستشرف الغد فلا تستطيع أن تتكهن بما فيه..
إن من أقسى الأيام على المرء أن تعيش على حافة الانتظار، والأقسى على الإطلاق، أن تعيش على حافة انتظار (المجهول) أن تعصف بك رياح الأفكار و تنهش عقلك الأسئلة ما بين لماذا و متى و كيف و ألف هل و هل أسئلة بلا أجوبة، يتساوى أمامها ليلك، بنهارك، تتحول كل الأوقات قي حياتك إلى ترقب مقيت، تكاد تسمع تكات الدقائق في عقلك فتصل إلى أعتاب الجنون ثم تعود، ولا يد تمتد لتنقذك من هذا البحر.
أن يقذف بك في محيط الترقب والانتظار بلا رحمة.. ضرب من القسوة لا يغتفر..
التأرجح بين أمواج الافكار التي لا ترحم صراع لا قبل للقلب به و عبءٌ تنوء عن حمله الروح..
فرفقاً بقلوبنا و بأرواحنا فلم يعد في العمر متسع للألم..
#إسورة_فضة:
لا شيء يغفر ذنب للغياب.. لا شيء أبداً..
#إسورة_ذهب:
ما يكسره الغياب قد نحتاج إلى عمرين إضافيين لإصلاحه و ربما لن يمهلنا الوقت.
محبتي