(شتتي الشبال يا أم ضمير)..المشاط السوداني بين الماضي والحاضر

الصورة بعدسة:Dia

(المُشاط) هو نوع من أنواع تصفيف الشعر أو (التسريح) يكون بتقسيم الشعر لأجزاء صغيرة أو متوسطة أو كبيرة ويجدل في شكل ضفائر أو يجمع للخلف أو الإمام أو المنتصف حسب ما يقتضي نوعه ويكون بإستعمال الشعر الطبيعي أو الشعر الطبيعي مع إضافه شعر صناعي،ومن خامات الشعر الصناعي المستعمله ما يسمى (بالسلّه) و أيضا الجورسي ويصنع من الحرير. 

تاريخ:

عرف المشاط من عهد الممالك الأولى في السودان وظهر ذلك في الرسومات القديمه على المباني.وبرغم قرب أنواع المشاط من بعضها الا أنّ بعض المناطق تميزت بانواع معينه من المشاط عن غيرها. 

أنواع ومسميات المشاط:

تنوع المشاط واتخذ أشكال عديد ومسميات كثيره، يوجد مشاط الصفقه(ويكون عن طريق تقسيم الرأس رأسيا لجهتين ثم الشروع في التمشيط لأي جانب ببدايه المشطة من المنتصف حتى اسدالها لنهاية الجهه المعينة. 

_البوب أو الشتح(وهو أكثر نوع مشاط ومنتشر تقريبا في كل العالم وتتميز به النساء الافريقيات وتختلف أنواعه من سميك ورفيع ومتوسط) 

_الفقيريه(وتتم بتقسيم الشعر إلى اربع اقسام

_السودان قفل أو القصة (وهي تمشيط الشعر كله للخلف) 

_القمبور(وهو بداية الشعر كله من أطراف الرأس ليجتمع في منتصف الرأس) 

_المساير(وهي الضفيرتين اللتين تكونان في مقدمه الرأس ويكون باقي الشعر اما ممشط السودان قفل او مربوط للخلف او متروك). 

_اسكيرت وبلوزه(ويكون عن طريق قسم الرأس عرضيا فيمشط الجزء الأول منفردا مثل السودان قفل والجزء الاخر يمشط منفردا أيضا).

والدهبايه (يزين فيها الشعر بالودع).

إضافات للمشاط:

لم يخل المشاط من الإضافات لتزيينه ف تتم إضافه الودع والخرز والسكسك سواء في أطراف الشعر أو عند منتصفه وبالنسبه للأطفال فيتم مشاطهم بمساعده الباندات واللساتك وهي حلقات من البلاستيك والقماش لتقوم بأحكام المشاط وأيضا الشرائط ألوانها المختلفة. 

وبعد انتهاء المشاط يدهن الشهر بدهان يسمى الكركار(وهو دهان زيت يضاف له بعض العطور الناشفه مثل القرنفل والمحلب ويتم غليها معا) وأيضا يوجد زيت الودك وهو مصنوع من نوع معين من شحم الضبيحة. 

طريقه المشاط:

قديما كان المشاط يقام بالأيام نسبه لميولهم للمشاط الرفيع، فيأخذ الكثير من الوقت ليتم الانتهاء منه، اما الاَن ففي أغلب المناطق يتم عن طريق الكوافير وبطريقة سريعه جداً ويمكن أن تستهلك من حوالي نصف ساعه إلى أربع ساعات فقط. 

ما يصاحب قعدات المشاط:

عندما تذهب النساء لصديقاتهم عادة ما يكون بمقابل سكر وبن والقليل من المكسرات ليتم شراب القهوه أثناء المشاط والونسه وتبادل المنافع، ففي كوافير المشاط وفي بيوت المشاطات تأتي التاجرات ببضاعتهن ويقمن بكشفها على النساء الموجودات في صف المشاط وأيضاً يصاحب المشاط أحيانا وضع حناء او تهذيب الحواجب. ويوجد ما يسمى (حق المشاط) وهو ما تكافئ به المشاطه  مثل البن والسكر والبخور والعطور و السجاير قديما. 

أيضا تعتبر جلسات المشاط عباره عن جلسات تشبيك بين النساء وتنمية مهارات وعمل تحالفات تصب في مصالحهن. 

أدوات المشاط:

تعددت الأدوات المستخدمه في المشاط ما بين الخلال والمسله او المرواد او المخرز(وهو عباره عن أداة مشاط رأسها يشبه المسمار ومقبضها من الخشب تستخدم في تقسيم الشعر). 

مشاط العروس:

تطورت تسريحات العروسات حديثا بما يجاري الموضة السائده في العالم أما قديماً فمشاط العروس كان عبارة عن طقس يخصص له يوم معين ويمكن أن يمتد إلى أسبوع وتتدعى له صديقات العروس وقريباتها وتأتي المشاطة وفي يدها عود صندل يشبه (المسلَّه) تقوم ببريه رفيعاً يساعدها في تقسيم الشعر ويصحب هذا الطقس وليمة صغيرة وشراب قهوة ودلوكة وبهجة. 

مقولات

رفع الإقتصاد:

يعتبر المشاط من المدخلات الاقتصاديه للبيوت فالمرأه المشاطه(التي تجيد المشاط)تكسب من المشاط ما يسد رمقها ورمق أطفالها وكذلك مورد الشعر الصناعي وبائع الخرز والودع وحتى صانع المخارز والخلال. 

خارج السودان:

اجتهدت النساء المهاجرات للخارج في تصدير طقوس المشاط. التقيت بعدد من المشاطات في جمهوريه مصر والخليج وحدثنني على الطلبات المرتفعه للسودانيات اللاتي يردن المشاط و الجنسيات الاخرى التي أبهرت به، وتقول أحداهن (بالرغم من صعوبه المشاط على رؤوس النساء الأسيويات نسبه لنعومه شعرهن مقارنه بالنساء الأفريقيات الا أننا نحاول لنخرجهم بأجمل المشطات والتصفيفات ليكن راضيات تماماً). 

الأغاني:

لطالما مجدت الاغاني النساء وعززت لزينتهن وظهر ذلك بموضوع أكثر في الأغاني التي تكلمت عن الضفائر والمساير والشبال(الشبال هو نوع من الرقص عندما ترقص النساء تقوم بتمييل رأسها ولفح شعرها في وجهه الرجل الذي ترقص معه) 

فيقول أبو عركي البخيت(ضل ضفاير ملتقانا) 

اما محمد وردي فقال(شتتي الشبال يا أم ضمير خلي قلوب الصبيان تطير).

وفي أغنية (رقص العروس)

(الكابي ديسا).