بعد أسبوعين على رحيلها آسيا مدني رحيل أرق أوتار الفلكلور السوداني

بعد  أسبوع
ناهد عبد الله

تحريــر : ناهد عبد الله

    أسبوعان مرّا على وفاة المطربة السودانية/ آسيا مدني سفيرة الفلكلور السوداني في القاهرة، رحيلها كان فاجعة أرهقت أجنحة الموسيقى الأفريقية وأرّقت أوتار الفلكلور السوداني، رحلت وتركت وراءها إرثاً ولقب، حيث لقبت ب"مرسال الفلكلور السوداني".

  آسيا التي ولدت في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، كان لها الفضل في نشر الثقافة الموسيقية السودانية وتقديم لوحات من الإيقاعات الموسيقية السودانية الفلكلورية ممزوجة بلغة الموسيقى الحديثة، وذلك من خلال مشاركتها في عدد من المهرجانات الدولية في مصر وبعض الدول الأوروبية، مثل مهرجان الصيف الدولي بالإسكندرية في نسخته الخامسة عشر في العام 2017، ومهرجان القلعة بدار الأوبرا المصرية في القاهرة في العام 2000م، وكانت آخر مشاركاتها في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الرابعة عشر.

وهي من مؤسسي مشروع النيل الموسيقي الذي يحتضن نخبة من الموسيقيين من دول حوض النيل.

أطلت آسيا على المشاهدين من خلال مسلسل "بطن الحوت" للمخرج والمؤلف أحمد فوزي صالح، بطولة محمد فراج، باسم سمرة، سماح أنور وأسماء أبو اليزيد.

 عَبَر صوتها مرتفعات جبال النوبة الخضراء في لوحة ممزوجة بإيقاع الشجن وروعة المنظر في أغنيتها الشهيرة "جبال النوبة"، ورسمت ملامح الإنسان السوداني في أغنية "الزول"، ذلك العشق الذي يمتد إلى عنان السماء في أغنية "القمر بيضوي".

تعاطفت الراحلة مع شريحة النازحين السودانيين بمصر وتبنت تعليم أطفالهم الغناء والموسيقى، لكنها رحلت تاركة أوتارها الندية للجيل الجديد على أمل أن يواصل

 مسيرتها المشهودة في دعم الفلكلور السوداني.

تركت آسيا خلفها أطيافا من الذكريات الجميلة التي أصبحت اليوم أوتارا حزينة يرددها محبيها وأصدقاؤها، ومن بينهم الكاتبة والشاعرة والناشطة السودانية في مجال حقوق المرأة الدكتورة إشراقة مصطفى حامد، التي نعتها بكلمات مؤثرة من بينها:

آسيا يا ملتقى النيلين

يا صوت الشارع حين يضج

 بالحقوق،

وثورة المنسيين حين يعلو الصمت.

آسيا..
يا نبض وادي النيل

يا صوت البنات الموشى بالحلم

والحق في الحياة،

يا جسارة مندي

يا فانوس الفقراء الذي لن ينطفئ

يا روحاً تظل تسكن الريح

والأغنيات.