تحريــر : أ/محمد محيميد
"تعامل مع صفاتك السلبية قبل أن تصبح عادات لأنه من الصعب كسر العادات."
- جيرماني كينت
هل تعتقد أن حياتك فوضى كبيرة وأنّ مشاكلك لا تنتهي أبدا والأصدقاء يبتعدون عنك؟ هل تشعر أنك دائمًا منهك عقليًا ولا تعرف ماذا تفعل؟ حان الوقت لتدرك أن لديك طاقة سلبية تسيطر على حياتك النفسية.
كثير من الناس لديهم طاقة سلبية ، لكنهم بالكاد يدركون ذلك ويستمرون في لوم الآخرين على مشاكلهم وهمومهم، وهذا بدوره يزيد من الطاقة السلبية في حياتك.
لذلك سنرى فيما يلي أسباب امتلاكك للطاقة السلبية وبعض الطرق البسيطة للتخلص منها.
1. شعارك الوحيد هو أن تثبت أنك على حق:
هل تريد دائمًا أن تكون على صواب سواء كان ذلك ذلك نقاشًا حول حظر التدخين في الأماكن العامة أو كون وسائل التواصل الاجتماعي جيدة أو سيئة أو أي شيء سخيف للغاية ؟ هل تريد دائما الفوز في كل وقت؟
إذا كانت الإجابة "نعم"، إذن لديك شخصية هشة أو نوع من انعدام الأمان أو الخوف من أن المجتمع سوف ينظر إليك بطريقة سيئة.
باختصار، ما تفعله لا ينتج عن شخصية قوية، فعدم قبول الاختلافات في الآراء والاعتراف بها يجعلك شخصًا منغلق الأفق، مما يغذي الطاقة السلبية والغضب والقلق.
كيف تتخلّص من رغبتك الدائمة لتكون على حقّ؟
حدد مصدر حاجتك لتكون على حق (التجارب السيئة / الإساءة التي تعرّضت لها..)
_اعترف أنك مخطئ
_استكشف آراء الآخرين وحاول فهم وجهة نظرهم
_اعمل على تطوير المهارات الاجتماعية
2. أنت دائما تلوم الآخرين:
هل تلوم الآخرين باستمرار؟ سواء كان ذلك عند فقدان وظيفتك أو الانفصال عن شريكك أو كون هاتفك الذكي سيئا؟
إلقاء اللوم على الآخرين لا يحل مشكلتك، بل يزيد من الطاقة السلبية لدرجة أن عقلك يصبح مبرمجا ليجد دائمًا عيوبًا في الآخرين.
أنت تعيش في حالة إنكار أنك مخطئ، وبالتالي تفشل في تصحيح أخطائك، وتظل عالقًا في الحياة.
كيف تتوقّف عن لوم الآخرين؟
اعرف نقاط ضعفك وستتوقف عن لوم الآخرين.
سامح نفسك والآخرين لإزالة الطاقة السلبية من عقلك
أظهر امتنانًا عميقًا لكل الأشياء الجيدة في حياتك
3. لديك تقلبات مزاجية سريعة:
تشمل التغيرات المزاجية السريعة مشاهدة فيلمك الكوميدي المفضل والضحك بصوت عالٍ ثمّ الشعور بالضعف والقلق في اللحظة التالية.
عندما تخرج عواطفك عن السيطرة، فإنك تميل إلى زيادة الطاقة السلبية وتضخيمها.
ستواجه مشاكل مع كل شيء ومع كل من حولك. وسوف ينظر إليك الناس كشخص ضعيف.
كيف تصلح تقلبات مزاجك؟
مارس الأنشطة البدنية مثل المشي أو اليوغا والتمارين الرياضية.
حافظ على دورة نوم صحية ونظام غذائي غنيّ.
مارس أنشطة مهدئة مثل التأمل.
عبر عن مشاعرك بطريقة إبداعية مثل الماندالا أو الفن التجريدي أو أي شيء آخر.
عبّر عن مشاعرك للأحباب والأصدقاء المقربين.
4. أنت تتمادى في التفكير:
يُعرف اجترار الأفكار بأنه مشكلة صحية عقلية صامتة. إنه ميل إلى التفكير بتركيز في شيء ما مرارًا وتكرارًا دون أي استنتاج أو استغراق.
أنت تفكر دائمًا (بوعي أو بغير وعي) في الشخص الذي أساء إليك في المدرسة الثانوية قبل خمس سنوات أو عندما أساء لك شريكك عندما كنت في علاقة أو في ذلك القرار السيئ الذي تسبب في خسارة فادحة في العمل وما إلى ذلك.
التفكير والتحدث عن نفس الأحداث والقصص السلبية مرارًا وتكرارًا يجعلك تشعر بالسوء لأنك تسترجع نفس اللحظة مئات المرات.
عند القيام بذلك، ينتج جسمك نفس المواد الكيميائية التي أنتجها عندما عايشت ذلك الموقف مما يضاعف اثار الطاقة السلبية في الجسم.
كيف تتخلّص من التفكير الزّائد عن الحدّ؟
_برمج عقلك على التفكير بطريقة إيجابية.
_حافظ على الملهيات الصحية مثل ألعاب الطاولة والشطرنج والأقراص المدمجة للأفلام المفضلة والصور والشوكولاتة والكتب والآلات الموسيقية.
_اتصل بصديقك المفضل وتحدث عن أي موضوع عشوائي
_مارس التأمل
_اكتب دوافع التفكير الزائد عن الحدّ واتخذ حلولًا قابلة للتنفيذ
_اقبل ما حدث وتخلص من الذكريات السيئة
_استشر أخصائيا في الصحة النفسيّة
5. أنت تبحث عن إجابات لدى الآخرين:
إذا كنت تبحث عن إجابات خارج نفسك ، فستكون عرضة للنقد الذاتي ونقد الآخرين، مما قد يزيد من الطاقة السلبية في حياتك.
أنت الوحيد الذي يمكنه الإجابة على أسئلة مثل - من أنا؟ ما هو الغرض من حياتي؟ كيف أكون سعيدا؟ يمكن العثور على جميع الإجابات داخل أنفسنا.
كيف تبحث عن الإجابات داخل نفسك؟
_خصص بضع دقائق كل يوم للتواصل مع نفسك.
_أغلق الهاتف والتلفاز وابتعد عن مصادر التشتيت الأخرى لفترة ما كل يوم.
_اطرح أسئلة على نفسك.
_كن هادئًا واسمح لنفسك بالتفكير بعمق.
6. أنت عرضة للتفكير السلبي:
عندما تمر بالكثير من التجارب السلبية في حياتك ، يصعب عليك التفكير في أفكار إيجابية.
التوقعات السلبية والافتراضات تأتي إليك بشكل طبيعي.
من خلال استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية ، ستطور موقفًا عقليًا إيجابيًا.
الأفكار تخلق واقعنا ، لذا فإن التفكير الإيجابي مهم لجني الثمار على المدى القصير والطويل.
كيف تفكر بإيجابية؟
_ركز على كل الأشياء الجيدة في حياتك.
_احتفظ بمفكّرة امتنان.
_حاول أن تجد جانبًا إيجابيًا في كل المواقف السلبية.
_تدرب على الحديث الإيجابي مع النفس.
_اقضِ الوقت مع أشخاص إيجابيين
7. أنت تتحدث قبل أن تفكر:
أغلب تفاعلاتك عبارة عن ردود أفعال تقوم بها دون تفكير فيما تقوله. أنت تؤذي الآخرين بقول أي شيء وكل ما يتبادر إلى ذهنك ثم تندم على ذلك لاحقًا. وهذا الاتجاه يملأ حياتك ومحيطك بالطاقة السلبية فقط.
كيف يمكن التعامل مع ذلك؟
_خذ نفساً عميقاً.
_كن أكثر استماعا وأقل تفاعلاً.
_راقب واستمع أكثر.
_حاول أن تفهم وجهة نظر الآخرين.
8. أنت تقسو على نفسك:
هل تمارس ضغطاً شديداً على نفسك لتحقيق أهدافك؟ وهل تعاتب نفسك بشدّة بسبب أخطاء سخيفة قمت بها في الماضي؟ إن ذلك لا يفعل شيئا سوى كونه يزيد الطاقة السلبية والضغط الجسدي والعقلي فقط.
كيف تتوقف عن كونك قاسيًا على نفسك؟
سجل إنجازاتك
توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين
دافع عما تؤمن به حتى لو لم يكن جيدًا
تقبل نقاط ضعفك وحاول تحسينها
لا تقلل من شأن ميزاتك
عبر عن غضبك بطريقة إبداعية
أحط نفسك بالأشخاص الذين يريدونك أن تكون ناجحًا
9. أنت لا تفعل ما يثير اهتمامك:
كم مرة تشارك في الأنشطة التي تحسن مزاجك وروحك؟ عندما لا تصنع لحظات وذكريات ممتعة جديدة ، فليس لديك سوى ذكريات قديمة لتفكر فيها ، وإذا كانت سيئة ، فإن الطاقة السلبية ستبقى معك.
إذا كنت لا تتابع شغفك بانتظام، فمن المحتمل أن تظل في حلقة التفكير السلبي والحزن والقلق والاكتئاب. هناك فوائد جسدية وعاطفية وإبداعية واجتماعية لممارسة الهوايات التي تحبّها.
انخرط في القراءة أو الكتابة أو السفر أو أي شيء يثيرك.
سوف تكتسب منظورًا جديدًا يساعدك على التفكير ورؤية الحياة بطريقة أفضل.
ومع الوقت ستبدأ في الحصول على نظرة إيجابية تجاه الحياة.
كيف يمكن التعامل مع ذلك؟
_التزم بفترات قصيرة من ممارسة هواياتك كل يوم.
_ابحث عن شريك يهتم بنفس هواياتك.
_تخلص من المشتّتات (الهاتف/التلفاز) عندما تكون مشغولاً بهواياتك.
10. لديك احترام منخفض للذات:
هل تعتقد أنك لا تستحق الأشياء الجيدة التي تحدث في حياتك؟ في الغالب، ينبع تدني قيمة الذات من الأداء الأكاديمي الضعيف، والطفولة غير السعيدة، والعلاقات المجهدة وأحداث الحياة المحبطة.
والطاقة السلبية المرتبطة بانخفاض احترامك لذاتك لا تسمح لك بتقدير نعمة الحياة أو الأشياء الجيدة في حياتك.
كيف تحسّن تقدير الذات؟
_ابدأ في كتابة يومياتك لزيادة فهم الذات.
_اقبل جانبك الجيد وجانبك السيئ.
_اعترف بقيمتك الذاتية.
_توقف عن إرضاء الناس واختر نفسك أولا.
_تحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث لك.
_اعلم أنك لست بحاجة إلى أن تثبت نفسك لأي شخص.
ختاماً..نأمل أن يساعدك هذا المقال في التّخلص من أيّ طاقة سلبية في حياتك.
كن متسقًا في جهودك لرؤية أفضل النتائج!.