نساء وأطفال دارفور في مواجهة وحش الجوع والمرض

نساء وأطفا
مروة  محمد الزين

تحريــر : مروة محمد الزين

تعتبر ولايات دارفور من أكثر المناطق التى تعاني من هشاشة أمنية في السودان نسبة للصراع الدائر في الإقليم منذ سنوات عديدة، وقد أدى ذلك إلي نزوح الكثير من سكان الاقليم للمناطق الآمنة والمعسكرات وأثّر بشكل مباشر الأوضاع الانسانية هناك، ثم جاءت حرب الخامس عشر من أبريل لتزيد طين الأحوال بلةً وتُفاقم من سوء الأوضاع الصحيّة والإنسانيّة بعد أن غادرت المنظمات البلاد، وتم حرق ونهب جميع المخازن والإمدادات.

الأرقام مخيفة

أعلنت المنسقية العامة لأحوال النازحين والاجئين بدارفور عن وفاة 561 طفلاً بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية، خلال إحدى عشر شهراً منذ إندلاع الحرب بمعدل سبعة عشر طفلاً في اليوم، كما أعلنت أن هنالك حوالي ٦ مليون شخص يعانون من سوء التغذية من بينهم مليون طفل وسط انهيار تام للخدمات الصحيّة وشح في الأدوية المنقذة للحياة. 

مع ملاحظة أن هذه ليست هى الأرقام الحقيقيّة نسبة لصعوبة التواصل مع معظم المعسكرات. 

تدخل عاجل

(مهيرة) تواصلت مع السيد/ آدم رجال الناطق الرسمي بأسم منسقية النازحين والاجئين بدارفور الذي وصف الوضع الإنساني هناك بأنه كارثي ودعا الأمم المتحدة الى التدخل قبل فوات الأوان وأضاف:( تعتبر المجاعة في دارفور مجاعة من الدرجة الأولى لأنه يوجد شح في المواد الغذائية حتى وصل بعض النازحين لدرجة أكل أوراق الشجر كما يوجد شح في الأدوية وتوقف في مراكز الرعاية الصحية).

أسعار جنونيّة

أفادت نازحة بمعسكر ميرشنق لمهيرة عن مدى صعوبة الوضع عليهم من عدم وجود الأمن والغذاء، و وجود إرتكازات كثيرة للدعم تمنعهم من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية وذكرت أنهن يعشن على صناعة البرتال ( طبق من الزعف ) حيث أن سعر البرتال الواحد فقط 500 جنية لا غير، مع صعوبة الحصول على الغذاء وإرتفاع الأسعار بطريقة جنونية، لم تترك لهم الظروف الإ أن يتناول رجالهم (الأمباز) وهو العلف من قلة حيلتهم وعجزهم على الحصول على عمل.

فقر ومرض

نازحة أخرى بمعسكر أبوشوك ذكرت أن أطفالهم يعانون من شح الغذاء والمرض، ولم تسلم أمهاتهم أيضاً من فقر الغذاء والعلاج مع وجود أقرب مركز للعلاج في ولاية الفاشر ولا مقدرة لهم لدفع ثمن التذكرة البالغة قيمتها 10,000 الف جنيه، وفي الأخير ذكرت أنهم يأملون في مساعدة أهل الخير وتوفير الأمن والغذاء قبل قدوم العيد.

نداء انسانى

في ناحية أخرى ناشدت أ/حنان حسن رئيس اتحاد المرأة بمعسكر كلمة الجهات الإنسانية والمنظمات الدوليّة لمدّ يد العون ومساعدتهم في توفير الأمن والغذاء والصحة، كما ناشدت وسائل الإعلام العالمية والمحلية ودعتهم لإيصال صوتهم وتوفير مسارات آمنة للمنظمات الإنسانية لإنقاذ أھل دارفور الذين كانوا في وضع أفضل قبل حرب إبريل حيث كانوا يعملون في مواسم الزراعة والحصاد مع إعانة المنظمات لهم.

وأضافت:( زمان كان في جهات إنسانيّة كثيرة بتساعدنا، حالياً طردوهم أصحاب السياسات الخبيثة، منهم النرويج، أطباء بلا حدود ،أطباء العالم وغيرها من المنظمات).

انھيار النظام الصحى

لم يسلم كبار السن والأطفال، والأمهات أثناء الولادة وحتى حديثي الولادة من شبح الخدمات الصحية المتردية فقد صرحت عواطف الدخيري التى تعمل في معسكر السلام عن المشكلات التي تواجھھم وأضافت :( نحتاج بشكل عاجل للأدوية حيث يعاني عدد كبير من الأطفال من الاسھالات وسوء التغذية الحاد ونسبة لعدم توفر العلاج ھنا نقوم بتحويلھم إلي نيالا ولكن سوء الأحوال الصحيّة يمنعهم من الوصول إلى ھناك).

مجمل الأمر أن نازحي دارفور عاشوا أوضاعاً غير انسانيّة طيلة الأشهر الماضية بمافيها شهر رمضان المعظم ومازالوا يعيشونها وهم ينتظرون العيد و يتجرعون ويلات الجوع والمرض وأوجاع النزوح.