يبذل الآباء والأمهات جهدا هائلاً لحماية أطفالهم والحرص على سلامتهم، محاولين توفير كل ما تتطلبه رعاية الصغار على مدى اليوم، والحفاظ على نموهم وتطورهم دون مشكلات.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هناك مخاطر صحية قد تصيب الأطفال من خلال أشياء عادية يتعرضون لها على مدى اليوم تقريبا من مثل الشعر، إذ يمكن لظاهرة تسمى "عصابة الشعر" أن تهدد أطرافهم الصغيرة بالتورم والالتهابات أو حتى البتر إذا لم يتم الانتباه لها في الوقت المناسب.
تحدث عاصبة الشعر عندما تلتف خصلة من الشعر، أو شعرة طويلة واحدة فقط، وفي بعض الحالات خيط رقيق ودقيق، حول جزء من جسم الرضيع، وتقطع الدورة الدموية.
ويمكن أن تؤدي عاصبة الشعر تلك إلى إتلاف الأعصاب وأنسجة الجلد وإيقاف وظيفة الجزء المصاب من الجسم إذا لم يتم الانتباه لها في الوقت المناسب.
قد تؤثر عاصبة الشعر على أصابع يدي الأطفال الرضع، خاصة مع تطور قدرتهم على الزحف، أو قد تصيب أصابع القدم أو الأعضاء التناسلية أو أي أطراف أخرى تكون مكشوفة لالتقاط الأتربة والشعر والخيط وغيرها من الأوساخ الدقيقة التي تغطي أحيانا مفروشات المنزل والسجاد.
عادة ما تؤثر عاصبة الشعر على الرضع الصغار وحتى بلوغهم عاما ونصف العام تقريبا، لأن أصابعهم في هذه المرحلة عادة ما تكون صغيرة جدا بحيث يمكن أن يلتف الشعر حولها دون أن يتم الانتباه للأمر.
وبسبب فقدان الأمهات الجدد بعضا من شعرهن في عامهن الأول بعد الولادة، يزيد خطر تعرض الطفل للشعر بشكل أو بآخر، حتى وإن لم يكن قادرا على الزحف.
ويمكن أن يحدث ذلك من خلال احتكاك الطفل الطبيعي واليومي بالملابس أو الفراش والأغطية، أو حتى عبر الاحتضان من قِبل والديه والأهل والأصدقاء.
ولكن من غير المعروف الأسباب التي تجعل الشعر أو الخيط يلتف حول أطراف الطفل بإحكام بهذا الشكل، غير أن أحد التفسيرات المحتملة هو أن الحركة المتكررة لجزء من الجسم في مساحة محدودة -مثل أصابع القدم في ملابس النوم- تؤدي إلى التفاف الشعر بشدة بهذا الشكل.
ومن مخاطر المشكلة أنها قد تستمر إلى أن تصبح خطيرة، إذ قد يكون من الصعب رؤية الشعر لأنه بمجرد قطعه أو انغراسه في الجلد يمكن أن ينمو الجلد المحيط فوق الجرح، الأمر الذي يسبب المضاعفات الخطيرة.
عندما يصبح الشعر أو الخيط ملفوفا بإحكام حول طرف الطفل المصاب، يمكن أن يسبب له الألم والتورم. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يعيق هذا الأمر تدفق الدم إلى أطراف طفلك.
إذا لم يتم الانتباه للمشكلة في وقت مبكر، وإزالة الخيط أو الشعر، وتقديم العلاج الصحيح لاستعادة جريان الدم بصورة طبيعية في الإصبع، قد يتعرض الطفل إلى مضاعفات خطيرة مثل موت الأنسجة أو تآكل العظام، مما قد يستدعي بتر الإصبع.
وعادة ما تصبح عاصبة الشعر مؤلمة جدا، لذا من المرجح أن يبكي الطفل كثيرا، لذلك لا ينبغي تجاهل السبب الحقيقي لبكاء الرضيع المتواصل والتأكد أن جميع أجزاء جسمه طبيعية.
وإذا كان طفلك يبكي أو يبدو عليه الألم، وكنت قد جربت الروتين التقليدي في تغيير الحفاظة والرضاعة وتنويم الطفل دون طائل، فمن الجيد أن تبحثي في جسمه كله عن عاصبة شعر محتملة.
وتشمل العلامات والأعراض التقليدية للإصابة ما يلي:
عند رؤية الأعراض السالف ذكرها، ولكن دون تفاقم التورم في طرف الطفل المصاب، يمكن محاولة فك أو قص الخيط أو الشعر بحذر شديد.
أما إذا كان التورم شديدا، فلا تحاولي إزالة أو قص الشعر أو الخيط بنفسك، إذ قد يؤدي ذلك لتفاقم المشكلة. عوضا عن هذا، توجهي إلى أقرب طبيب أو عيادة متخصصة.
في تلك الحالة، سيجري الطبيب فحصا لطفلك تحت إضاءة جيدة. إذا كان الشعر ظاهرا ومرئيا، فستتم إزالته باستخدام المقص الطبي والملقط.
وقد يستخدم الطبيب عامل إزالة الشعر لإذابة الخصلة إذا كان الشعر عنيدا وغير قابل للفك بسهولة من إصبع طفلك.
وفي بعض الحالات الحادة، قد تكون الجراحة تحت التخدير الكامل ضرورية إذا كان الشعر عالقًا بعمق شديد والتأم الجلد فوق الجرح الذي تسبب فيه.
وبشكل عام، يمكن الوقاية من حدوث هذه المشكلة ببساطة من خلال الانتباه بشكل خاص لأطراف الطفل وفحصها تحت إضاءة قوية أولا بأول. مع الحرص على إزالة أي شعر أو خيط يعلق في جسمه قبل أن يلتفّ بشكل قوي حول أحد الأطراف بسبب الاحتكاك والحركة المستمرة.