تحريــر : د/سمية ابراهيم مصطفي استشاري علم النفس
الكثير منا يعاني من صعوبة تنفيد أهدافه كل عام لذلك فان معرفة أسباب فشل الخطة السنوية مهمة وضرورية؛ فهي أول خطوة تساعدك في وضع خطة العام الجديد بأهداف ذكية يمكن تحقيقها فعلاً، وقد ناقشنا أسباب ذلك باستفاضة في مقال سابق يمكنكم العودة له من هنا
(سوف و أخواتها) لماذا نفشل في تنفيذ خططنا السنوية ؟!
ولكن في هذا المقال سنناقش العوامل النفسية التي لابد من توفرها لتحقيق النجاح ونصائح لتحقيق ذلك، على سبيل المثال :الهمة العالية و الشغف وتوفر ارادة قوية، مع وجود حافز كبير مستمر ودافع لتحقيق أهداف الخطة، ويمكن هنا أن تسأل نفسك عند كتابة الهدف لماذا أريد تحقيق هذا الهدف ؟ ولأي درجة أرغب بذلك ؟
استثارة شعور الخوف :
فالخوف من المشاعر التى قد تصبح دافعا قويا لتنفيذ أصعب المهام ،
فالخوف من الرسوب في امتحان ما يجعلك تلتزم بخطة المذاكرة و
الخوف من خسارة الوظيفة أو الخصومات أو عدم الترقية يجعلك تنفذ الخطة التشغيلية في العمل بمثابرة شديدة حتى وانت مريض.
كسر حاجز البداية :
عادة تكمن المشكلة في البداية ؛ فحالما تبدأ المهمة يسهل عليك اكمالها؛ فمثلا يمكنك البدء بفترة زمنية بسيطة (تقول لنفسك ..سأمارس رياضة المشي الان لمدة ربع ساعة فقط !! ...وهكذا ستقاوم أي افكار لتأجيل المشي بحجة انك متعب ...وبعد أن تبدأ المشي لن تتوقف و تستطيع يوميا أن تزيد الزمن حتى تصل للمده الزمنية التي حددتها بالخطة ).
عدّل من سمات شخصيتك وعاداتك اليومية :
حب الراحة و الخوف من مغادرة منطقتها ..والكسل و المماطلة ...كلها صفات ستعيق حياتك كلها
لن تنجز مالم تغادر منطقة راحتك ...عدل من سمات الشخصية لتصبح شخصية متزنة قادرة على الانجاز.
تعلم قول لا وتوقف عن المجاملات التى تهدر وقتك الغالي (الافراط في الزيارات الاجتماعية و الثرثرة داخل مجموعات الأسرة و الزملاء في مواقع التواصل الاجتماعي) .
تعلم مهارات ادارة الوقت:
ان لم تكن متعوداً على كتابة خطتك السنوية ..جرب تغيير ذلك و اكتب خطة العام ٢٠٢٤م فأحلامك ان لم تكتبها تظل مجرد امنيات.
حيل بسيطة تساعدك في الاستمرار والتقدم :
يمكنك التغيير من مزاجك ..بالمزاوجة بين الأنشطة الصعبة و السهلة والأنشطة الحركية وغيرها خلال الاسبوع لتقاوم الشعور بالملل أو التعب .
أبدأ بالمهمة الأصعب:
وكذلك ركز على العمل وليس النتيجة ..استمتع بالرحلة ولاتركز على الوصول.
استخدم مبدأ الثواب والعقاب ..
كافيء نفسك عند الانجاز واحتفل بالتقدم و الانجاز مهما كان بسيطا ..كأن تمنح نفسك وقتا اضافيا للترفيه ؛فهي ستكون متعةكاملة البهجة خالية من الشعور بالذنب !
عاقب نفسك مثلا: تترك الهاتف لمدة ساعتين حتى تكمل قراءة الكتاب المحدد مع التنبيه أن تكون العقوبة مناسبة ومفيدة ؛ ومن المهم أيضا التوقف
عن جلد الذات عند التقصير فانه يؤدي في الغالب لنتيجة عكسية.
البحث عن شركاء وداعمين لديهم نفس الميول والاهتمات تقوي بهم جانب الدعم والمساندة والمساءلة_ ان لزم الأمر_
تقبل التحسن البسيط المستمر:
الاحتفال بالتقدم وتبني عقلية النمو والامتنان.
الخطة الاسبوعية أيسر الطرق للمتابعة:
تقسيم الخطة السنوية الي فترات زمنية قصيرة ؛
بعضهم يختار الاسبوع كوحدة لمتابعة وتقييم الخطة فالخطة السنوية تقسم لخطة ربع سنوية والي شهرية واسبوعية ويتم تقييم انجاز كل اسبوع ، و الذي لم يتم تنفيذه ينتقل للاسبوع التالي ؛ وما ثبت استحالة تنفيذه يتم الغاؤه من الخطة.
الخطة السنوية ليست مذكرة أحلام العمر :
لاتكتب احلامك كلها في خطة سنوية فبعض الأهداف تحتاج خمس أو عشر سنوات لتنفيذها.
الخطة المالية تحتاج تعلم وتدريب واستشارة :
لتتمكن من وضع خطة مالية واقعية الأهداف ..تحتاج أن تتعلم بعض المهارات وتتدرب على بعض التطبيقات وبرامج المحاسبة مثلا ...قد تحتاج لاستشارة مختص في ذلك ، فلا بأس..
أنّ وضع خطة سنوية يسهل تنفيذها قد يحتاج منك الاستعانة بمدرب حياة (لايف كوتش) ليتابع معك كل مراحل التخطيط والتنفيذ والتقييم؛ وحينها ستحزر تقدما مميزا في حياتك وفي مهارات التخطيط لديك.
مرفأ أخير:
اعتدنا ..أنا و صديقاتي ..أن نناقش الكتب في مجموعتنا الصغيرة ؛ في العام الماضي .. ناقشنا أهداف السنة الجديدة لا سيما المالية ؛ و حاولنا أن نتعرف على أسباب فشلنا في تحقيق أهدافنا وطموحاتنا المالية ؛ اقترحت عندها أن نقرأ كتبا تتحدث عن المال ؛ فكانت النتيجة اكتشاف كل واحدة منا الخلل في وجهة نظرتها عن المال وقيمته وادارته ..ناقشنا مهارات التوفير والاستثمار وبدأنا في التغيير.. وهانحن الان قبل أن ينتهى العام ..نلاحظ المفاجأة.. تغير مذهل في حياتنا..فهناك من غادرت منطقة راحتها وغيرت وظيفتها لوظيفة ذات دخل أعلى ، أما التي كانت تحلم بمشروعها الخاص بدأت به فعلا وحققت نجاحا ملحوظا ؛ وهنالك من استطاعت سداد الدين الذى اثقل كاهلها شهوراً عديدة و بدأت في اتباع سياسة توفير وادخار ونجحت في ذلك؛ ونحن نخطط سويا أنا وصديقاتي للعام ٢٠٢٤ ؛ نشعر بثقة كبيرة أننا معا سنستطيع تحقيق الأهداف التى نصبو اليها.